منتديات نورهان
منتديات نورهان
منتديات نورهان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات نورهان

اهلا وسهلا بكم باحلى منتديات نورهان
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 طريق الى الموت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تويتي




ذكر عدد الرسائل : 46
العمر : 30
المزاج : عادي
احترام قوانين المنتدى : طريق الى الموت 111010
تاريخ التسجيل : 11/06/2009

طريق الى الموت Empty
مُساهمةموضوع: طريق الى الموت   طريق الى الموت I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 23, 2009 4:15 pm

--------------------------------------------------------------------------------

إنها العشرة من مساء ليلة ربيع دافئة، كل شيء ساكن و الهدوء يعم المكان، ركن جاك سيارته و ترجل منها متجها نحو باب المنزل،
و بخطى متثاقلة و رجلاه لا تكاد تحملانه من التعب دخل إلى المنزل بهدوء، اتجه إلى غرفته مباشرة و رمى بجسده فوق سريره و هو شبه يائس، و يرى كل شيء أمامه اسود، بعد دقائق دخلت عليه أمه و قالت: متى أتيت يا جاك؟ أنا لم اشعر بمجيئك،
رد عليها: و أنا لا اشعر بشيء أبدا يا أمي إنني متعب جدا،
قالت: إذا فلتنم قليلا ريثما انتهي من تحضير العشاء ،
قال لها: و أين أجد النوم هل ينام من هو بائس مثلي؟
خرجت الأم من الغرفة دون أن تنطق بأي كلمة، حبست دموعها التي أصبحت لا تجف و اتجهت إلى المطبخ لتتم تحضير الطعام، تبعها جاك بعد أن أحس بما فعلت كلماته القاسية بها احتضنها و قبل يديها وقال: اعتذر يا أمي لم أكن اقصد إزعاجك و لكنك تعلمين أنني تعبت من البحث دون جدوى لقد بدء يتملكني اليأس
ردت عليه قائلة: اسمع يا بني أبوك اختفى منذ أشهر و نحن لم نعرف أين هو، وأنت فعلت ما بوسعك أنا أظن انه يجب أن تتوقف عن البحث، إذا كان حي و يريدنا سيعود أما إذا كان ميت فهو اختار نهايته، ولا يسعني إلا أن ابكي عليه ما تبقى من حياتي و واجهت بالبكاء، مسح دموعها بسرعة و قال: لا يا أمي أنا سأستمر بالبحث، حتى لو كان هذا آخر شيء افعله في حياتي، أبي لا يمكن أن يكون قد تركنا بإرادته أنا متأكد من هذا، لابد أن هناك سبب يمنعه من العودة وأنا سأعرف هذا السبب، أما إذا كان قد مات فيجب أن اتاكد من هذا وان أجد قبره.
استمرت الأم في محاولة إقناع ابنها بالتوقف عن البحث ولكنه أصر و أصر،
قضيا الليلة في الحديث عن غياب الأب كما يقضيان كل ليلة و بعد أن أحس كل واحد منهما انه لم يعد يقوى على فتح عيناه من النوم اتجه كل واحد منهما إلى غرفته لينام.
لقد خلف رحيل الأب حزن كبير داخل قلبيهما، رحل دون أن يقول أي شيء، كان عالم آثار و مهووس بكل ما هو قديم، في يوم اخبر زوجته انه سيغيب ليومين ولم يقل لا إلى أين ولا لماذا هو ذاهب، لم تسأله إلي أين سيذهب، لأنها كانت متعودة على سفره الدائم للبحث عن الآثار، مرت أيام و شهور وهي تنتظر مع ابنها عودته، لكنه لم يعد بحثا عنه في كل مكان دون جدوى حتى أنها يئست من إمكانية عودته، ولكن جاك لم يستسلم و صمم على متابعة البحث حتى يجده سواء كان حيا أم ميتا.
في صباح الغد استيقظ جاك من النوم باكرا، و ذهب إلى عمله ككل يوم، دخل إلى مكتبه و هو يفكر ما هي الأماكن التي لم يبحث عن والده بها، انقضى اليوم و خرج من عمله ركب سيارته و هو لا يعرف أين سيتجه، لأنه حتما لن يذهب للبيت لأنه لا يحتمل الدخول إلى البيت دون أن يأخذ لامه أي خبر عن والده، و في الطريق تذكر صديق أبيه السيد أندري ضرب بيده مقود السيارة وقال: كيف لم أفكر بالعم أندري؟ انه صديق أبي الحميم، حتما سيكون لديه أي معلومات عن أبي، زاد سرعة السيارة و اتجه نحو بيت السيد أندري الذي كان هو أيضا عالما للآثار، ولكنه ترك هذه المهنة منذ فترة طويلة و فتح مكتبة لبيع كتب التاريخ.
وصل جاك للمنزل، ترجل من السيارة و رن الجرس، فتحت له الخادمة الباب،
قال لها: هل السيد أندري هنا؟
قالت: نعم انه هنا من أقول له؟
قال لها: قولي له جاك ابن صديقه جون
فقالت: حسنا تفضل و سأخبره
دخل جاك المنزل الذي لم يدخله من قبل، كان كل شيء به غريب أثاثه و جدرانه كل شيء يوحي انه لشخص وحيد يحب التاريخ،
بقي جاك واقف يتأمل هذا المنزل الذي يشبه متحف صغير، وبعد قليل أتى السيد أندري و سلم على جاك و قال: مرحبا بك يا بني كيف حالك؟
رد عليه جاك: لن استطيع أن أقول لك أنني بخير، فانا أعيش ظروف جد صعبة
فرد عليه و هو يعرف ما خطبه: لم يعد والدك بعد أليس كذالك؟
فقال جاك: نعم انه لم يعد و هذا سبب مجيئي إليك
جلس السيد أندري فوق الكنبة و قال: أنا كنت اعلم أن هذا ما سيحدث، لقد حذرته كثيرا، ولكنه لم يسمع كلامي،
قال احمد بلهفة: إذا أنت تعرف أين هو، الديك عن مكانه أي معلومات؟ أرجوك اخبرني
فقاطعه أندري و هو يهدئه: اهدأ سوف أخبرك عن ما اعرف
هدئ جاك بعض الشيء بعد أن بعث فيه القليل من الأمل وأحس أن هناك هالة من النور قد أضاءت السواد الذي كان يحس به،
وقال: هيا يا عم أندري أريد أن اعرف أرجوك تكلم،
فابتسم أندري و قال: سأحكي لك الحكاية من الأول ركز معي،
أنا و أبوك كنا أصدقاء منذ أن كنا ندرس في الجامعة، وكان لدينا هوس كبير بالآثار، كان لا يهمنا أي شيء في سبيل أن نجد إحدى الآثار، كبر معنا هذا الهوس درسنا علم الآثار، و عملنا في نفس المجال، ولكن أنا تركت هذا العمل بسبب مرضي، أما والدك فاستمر ولم يكتفي وبضيفته بل كان يذهب أينما سمع عن شيء يوحي بالقدم، واستمرت صداقتنا رغم ابتعادي عن مجال الآثار، ومن سنة تقريبا أتى إلي واخبرني انه سمع عن مدينة مهجورة، و يريد أن يذهب إليها لأنه متأكد من انه سيجد بها الكثير من الأشياء التي تهمه، فقلت له إنني سأستفسر عنها و أحاول إيجاد معلومات عنها، و سألته عن اسمها فاخبرني انه لا يعرف اسمها ولكنه يعرف مكانها، فطلبت منه أن يخبرني عن مكانها، وصف لي المكان و هنا كانت الصدمة، فانا اعرف هذه المدينة، و قرأت عنها كثيرا، لقد ذهب إليها علماء كثيرون ولكنهم لم يعودوا، أخبرته بهذا و قلت له أن هذه المدينة عليها لعنة و سر غريب، و نصحته إلا يذهب ولكن والدك عنيد و أصر على الذهاب، و قال أن ما أخبرته به يزيد شغفه لاكتشاف سر هذه المدينة، ورأيت في عينيه انه مستحيل أن يمنعه احد من الذهاب، هذا ما اعرفه عن والدك يا بني،
فقال جاك و هو بالكاد يستطيع منع نفسه من البكاء: و هل لديك أي معلومات أخرى عن هذه المدينة؟
قال له أندري: لا ولا أي شخص لديه معلومات عنها، أنا اعرف فقط أن لا احد ذهب إليها و عاد لكي يخبرنا عن إسرارها، أنا اعتقد انك يجب أن تستسلم للأمر الواقع فأبوك لن يعود أؤكد لك هذا،
نهض جاك من مكانه و هو مفجوع، وكأنه ضرب بالنار،
و قال: لا أنا سأذهب إلى هناك، و سأبحث عن أبي، ولا يهمني شيء، أريدك فقط أن تخبرني عن مكان المدينة،
قال أندري: إنني أرى في عينيك نفس النظرة التي رايتها في عيني والدك ذالك اليوم، أنا لن أعارضك لأنني متأكد من أنني لن استطيع منعك من الذهاب، لذالك سأوفر على نفسي عناء إقناعك و أخبرك عن المكان،
خرج جاك من عند صديق والده بعد أن اخبره عن طريق المدينة و مواصفاتها و هو عازم على الذهاب إليها مع انه لا يعلم إن كان سيعود منها أم لا.
رجع إلى منزله و اخبر والدته بالأمر، و لكنه لم يخبرها بكامل القصة لأنها لو علمت ما ينتظره لمنعته من الذهاب، اخبرها فقط انه سمع عن مكان ما يمكن أن يكون والده فيه، وانه سيذهب إلى هناك باحثا عنه، و اخبرها إنها آخر محاولة سيقوم بها، أن لم يجده هناك فسوف يتوقف عن البحث، أيدت أمه رغبته و تمنت له التوفيق.
في صباح اليوم التالي ذهب إلى العمل، و اخذ إجازة و توجه مباشرة إلى المكان الذي وصفه له السيد جاك، كانت في البداية طريق عادية، و بعد ساعات طويلة من السير بالسيارة وصل إلى المكان المقصود، لم يكن متأكد من انه المكان الصحيح، ولكن كيف يتأكد فليس هناك أي مخلوق ليسأله أو يستسفر منه، ولكنه يشبه جدا ما وصفه له العم أندري،
كان المكان هادئ جدا، و فيه بعض الأشجار اليابسة، و بقايا بنايات و حجر كثير منثور في كل مكان، أن المكان يبعث في النفس الفزع و الاستغراب، دارت في رأس جاك أفكار كثيرة، كاين سيكون أبوه في هذا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.noorhan.own0.com
 
طريق الى الموت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الطريق الى الموت
» الطريق الى مدينة الموت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نورهان :: قسم الاشعار :: منتدى القصص والروايات-
انتقل الى: